كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة



إليك من أخبار الناس إلا ما أرادوا ولا يخرج لك عامل فيخالف أمرهم إلا أقصوه ونفوه حتى تسقط منزلته ويصغر عندك قدره فلما انتشر ذلك عنك وعنهم أعظمهم الناس وهابوهم فكان أول من صانعهم عمالك بالهدايا والأموال ليتقووا به على ظلم رعيتك ثم فعل ذلك ذوو القدرة والثروة من رعيتك لينالوا به ظلم من دونهم فامتلأت بلاد الله بالطمع بغيا وفسادا وصار هؤلاء القوم شركاءك في سلطانك وأنت غافل وإن جاء متظلم حيل بينه وبين الدخول عليك فإذا رفع قصته إليك عند ظهورك وجدك وقد نهيت عن ذلك وأوقفت للناس رجلا ينظر في مظالمهم فإن جاء ذلك الرجل فبلغ بطانتك سألوا صاحب المظالم أن لا يرفع مظلمته إليك فإن للمتظلم منه حرمة عندهم فأجابهم خوفا منهم فلا يزال المظلوم يختلف إليه ويلوذ به ويشكو ويستغيث وهو يدافعه ويماطله ولا يقبل عليه فإذا أجهد وأحوج وظهرت صرخ بين يديك ضربا عنيفا شديدا مبرحا ليكون نكالا لغيره وأنت تنظر فلا تنكر فما بقاء الإسلام على هذا ولقد كنت يا أمير المؤمنين أسافر إلى الصين فقدمتها مرة وقد أصيب ملكها بسمعه فبكى يوما بكاء شديدا فحثه جلساؤه على الصبر فقال أما أني لست أبكي للبلية النازلة ولكني أبكي للمظلوم بالباب يصرخ فلا أسمع صوته ثم قال أما إذا ذهب سمعي فإن بصري لم يذهب فأذنوا في الناس أن لا يلبس ثوبا أحمر إلا مظلوم ثم كان يركب الفيل طرفي النهار ينظر هل يرى مظلوما فهذا يا أمير المؤمنين مشرك بالله عز وجل غلبت رأفته على المشركين وأنت تؤمن بالله واليوم الآخر ثم من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلب شح نفسك عليك فإن كنت إنما تجمع المال لولدك فقد